ظهرت المؤِشرات الأولية لنادي آرسنال بشكله الجيد، بصورة مبشّرة للغاية، حيث تمكّن من تحقيق فوز ساحق على ضيفه إيفرتون (5-1) مساء اليوم السبت، في الجولة السادسة والعشرين من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

واستغل مدرب آرسنال أرسين فينجر المباراة على أكمل وجه، فأشرك مهاجمه الجديد بيير إيميريك أوباميانج وزميله السابق في بوروسيا دورتموند هنريك مخيتريان، فظهر هجوم الفريق اللندني بشكل مبهر، لا سيما وأن التشكيلة بأكملها شاركت في صناعة الفوز، خصوصا لاعب الوسط أرون رامسي الذي أحرز ثلاثية.

شكل جديد

وفي ظل المعطيات الجديدة، اعتمد فينجر على طريقة اللعب 4-2-3-1، ولم يتغير الأمر بالنسبة للرباعي الدفاعي بوجود لوران كوسيلني وشكودران موستافي في العمق، وهيكتور بيليرين وناتشو مونريال على الطرفين.

وتناوب السويسري جرانيت تشاكا ورامسي على لعب دور لاعب الارتكاز، فيما تولى الألماني مسعود أوزيل مهمة صناعة اللعب بين الجناحين مخيتريان والنيجيري أليكس أيوبي، مقابل وجود أوباميانج في منطقة جزاء الخصم.

هذه الخطة منحت آرسنال ثقة أكبر في السيطرة على منطقة المناورة، خصوصا مع تغيير مركز أوزيل وتحويله للعب وراء الثلاثي الهجومي من أجل ممارسة هوايته في صنع اللعب وتقديم الكرات الحاسمة لزملائه، وهو ما أفسح المجال أمام مخيتريان للتألق على الجناح الأيمن، من خلال منحه حرّية التحرك أيضا في أرجاء الملعب وتبادل المراكز مع زملائه، عكس الفترة التي قضاها مع مانشستر يونايتد، عندما تمّ تقييده بأدوار محدّدة.

المشكلة مستمرة

ولا تزال مشكلة ضعف تغطية الوسط للخط الدفاعي مستمرة، خصوصا من قبل تشاكا، بيد أن رامسي أخفى هذه المشكلات عندما قدّم أداء مميزا بوسط الملعب، ليقدم مساندة هجومية كان الفريق في أمس الحاجة إليها.

ويبدو أن الدولي الويلزي سيستمر في التشكيلة الأساسية، ما يعني عودة جاك ويلشير إلى مقاعد البدلاء، إلى جانب الفرنسي ألكسندر لاكازيت أكبر الخاسرين من تجديدات آرسنال.

أما أوباميانج، فقدّم مباراة جيّدة، في أول ظهور له مع الجانرز، فأظهر قدرات رائعة في استلام الكرة والانطلاق بها مستفيدا من سرعته المذهلة، وسجل هدفا بفضل لمسة راقية أمام المرمى.     

مغامرة غير محسوبة

في الناحية المقابلة، غامر مدرب إيفرتون سام ألاردايس، ولجأ إلى طريقة اللعب 3-4-3 من أجل استغلال قدوم إلياكويم مانجالا من مانشستر سيتي على سبيل الإعارة، فلم ينسجم المدافع الفرنسي مع زميليه أشلي ويليامز ومايكل كين، فظهرت مساحات وافرة بين اللاعبين الثلاثة، رغم أن الظهيرين جونجو كيني وكوكو مارتينا لم يتقدّما كثيرا نحو الأمام.

الثنائي إدريسا جاي ومورجان شنايدرلين أخفق بشدّة في إيقاف تقدم آرسنال ومنعه من السيطرة على الكرة، واستمر الأمر كذلك على الرغم من تغيير الخطّة إلى 4-3-3 بخروج مايكل كين ودخول توم ديفيس، وفشل ثيو والكوت في إثبات نفسه أمام جمهور فريقه السابق الذي حيّاه لدى خروجه من الملعب لحساب الشاب دومينيك كالفيرت-لوين.

هناك تساؤلات عديدة حول إدارة ألاردايس للمباراة، خصوصا وأن واين روني لازم مقاعد البدلاء، والأمر نفسه ينبطق على جيلفي سيجوردسون، اللاعب الوحيد القادر على كسر جمود صناعة الألعاب بأفكار خلاّقة، كما أن الاستمرار في الاعتماد على عمر نياسي مقابل جلوس التركي جينك توسون على الدكة يرسم علامات استفهام حول سياسة النادي في سوق الانتقالات هذا الموسم.

Post a Comment

Previous Post Next Post